فصل: المقالة الثانية: أمراض المقلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل كلام قليل في أدوية الرمد المستعملة:

أما الشياف الأبيض فإنه مغر مبرّد مسكّن للوجع مصلح للخلط اللذاع وقد يخلط به الأفيون فيكون أشدّ إسكاناً للوجع لكنه ربما أضر بالبصر وطول بالعلة للتخدير والتفجيج.
ومما يجري مجراه القرص الوردي فإنه عظيم المنعفة في الالتهاب والوجع وهو كبير وصغير.
وتجد في القراباذين أقراصاً وشيآفات من هذا القبيل وتجد في جدول العين من الأدوية المفردة الرادعة مثل المرداسنج والكثيراء والحضض والورد والاثمد الأصفهاني وأقاقيا وماميثا وصندل وعفص وطين مختوم وسائر العصارات والصمغ وغير ذلك من المفردات التي تخصّ بالمواد الغليظة مثل المرّ والزعفران والكندر والسنبل وجندبيدستر وقليل من النحاس الأحمر والصبر خاصةً وحماما وقرن أيل محرق وأقراص.
وأما التقدير والخلط بما هو أبرد وبما هو أسخن فذلك إلى الحس الصناعي في الجزئيات.
وأما سائر المختلطات المجربة فنذكر هذا في القراباذين.
ومن الرّادعات المجربة لشدة الوجع والمادة الغليظة شداد الأساكفة بعسل خالص وماء الحلبة يجعل في المأقين بميل وأما من المركبات فمثل شياف أصطفطيقان والأحمر اللين وشياف الشاذنج الأكبر وأقراص الورد من جملتها جيد بالغ النفع جداً.

.المقالة الثانية: أمراض المقلة:

وأكثره في العلل التركيبية والاتصالية.

.فصل في النفاخات:

قد يحدث في العين نفاخات مائية في بعض قشور القرنية التي هي أربع طباق عند قوم وعند الباقين ثلاث طباق فتحتقن هذه المائية بين قشرين من هذه الطبقات الأربع أو الثلاث وتختلف لا محالة مواضعها.
وأغورها أردؤها وقد تختلف بحسب زيادتها ونقصانها في المقدار وقد تختلف من قبل كيفها وقد تختلف من قبل لونها وقوامها وقد تختلف من قبل عذوبتها وحدّتها وأكالها.
وما كان منها إلى القشرة الأولى رديء أسود لأن ذلك لا يعوق البصر عن إدراك العنبية.
والغائر يمنع عن إدراكه لأنه أبعد من تشفيق الشعاع إياه فيرى أبيض والكثير الحاد المائية رديء لأنه يؤلم بتمديده وبتأكيله جميعاً وكلما كان أغور كان كثر تمديداً وكثر انتشاراً تأكل وما يحاذي البقية منه يضر بالإبصار خصوصاً إذا أكل وقرح.
المعالجات: علاجها ما دامت صغيرة بالأدوية المجففة بمثل دواء طين شاموس أي طين الكوكب وهو أن يؤخذ طين شاموس مقلياً ثلاث أواق وتوتيا أوقية واحدة وإقليميا مغسول وكحل مغسول من كل واحد أوقيتان توبال النحاس المغسول في نسخة أربع أواق وفي بعض النسخ أوقية واحدة أفيون ثلاث أواق صمغ أربع أواق يسحق بماء المطر ويعمل منه شيات يستعمل بماء الحلبة.
وإذا كبرت فيعالج بالحديد أي بالشقّ بالمبضع وقد عالجت أنا بالمبضع من به هذه العلة فخرجت المائية المجتمعة تحت القرنية واستوى سطح القرنية وعالجت بعد ذلك باللبن وشياف الأيارج فبرئ.

.فصل في قروح العين وخروق القرنية:

قروح العين تتولد في الأكثر عن أخلاط حادة محرقة وهي سبعة أنواع أربعة في سطح القرنية يسميها جالينوس قروحاً وبعض من قبله خشونة أولها قرح شبيه بدخان على سواد العين منتشر فيه يأخذ موضعاً كثيراً ويسمى الخفي وربما سمي قتاماً ثم صنف آخر وهو أعمق وأشد بياضاً وأصغر حجماً ويسمى السحاب وربما سمي أيضاً قتاماً والثالث الإكليلي ويكون على الإكليل أي إكليل السواد وربما أخذ من بياض الملتحمة شيئاً فيرى على الحدقة أبيض وما على الملتحمة أحمر والرابعة يسمى الاحتراقي ويسمى أيضاً الصوفي ويكون في ظاهر الحدقة كأنه صوفة صغيرة عليه وثلاثة غائرة إحداها يسمى لوبويون أي العميق الغور وهي قرحة عميقة ضيقة نقية والثانية تسمى لوبوما أي الحافر وهو أقلّ عمقاً وأوسع أخذاً والثالثة أوقوما أي الاحتراقي أيضاً وهي وسخة ذات خشكريشة في تنقيتها مخاطرة فإن الرطوبة تسيل لتأكّل الأغشية وتفسد معها العين.
والقروح تحدث في العين إما عقيب الرمد وإما عقيب بثور وإما بسبب ضربة وكثيراً ما يكون مبدأ القرحة من داخل فينفجر إلى خارج وربما كان بالعكس.
العلامات: علامة القروح في المقلة نقطة بيضاء إن كانت على القرنية وحمراء إن كانت على الملتحمة أو على الإكليل ويكون معها وجع شديد وضربان وإذا كانت المدة التي توجد بالرفادة بيضاء دلّت على وجع ضعيف وضربان قوي وإن كانت صفراء أو كمدة أو رقيقة كانت في ذلك أخف.
وأما إذا كانت حمراء فالوجع أخف جداً وإذا كانت كبراء فالوجع المعالجات: متى كانت القرحة في العين اليمنى نام على اليسرى أو في اليسرى نام على اليمنى.
ويجب أن يلطّف تدبيره أولاً فإذا انفجرت القرحة يقل التدبير إلى الأطراف وإلى الفراريج لئلا تضعف قوته فلا تندمل قرحته ويكثر فضول بدنه.
ويجب أن لا يمتلئ ولا يصيح ولا يعطس ما أمكن ولا يدخل الحمام إلا بعد نضج العلة فإن دخل لم يجب له أن يطيل المكث.
والعمدة تنقية الرأس بالاستفراغات الجاذبة إلى أسفل وكذلك ينفع فيه الاحتجام على الساق كثيراً وفصد الصافن وإدامة الإسهال كل أربعة أيام بما يخرج الفصل الحار الرقيق من الأطبخة والنقوعات وإن كان هناك رمد عولج أوّلاً بالاستفراغ المذكور في بابه بأدوية تجمع بين تسكين الوجع وإدمال القرح مثل شياف النشاستجي والكندري والاسفيذاج وتقطير لبن النساء في العين وإن كان هناك سيلان خلط بذلك ما له قوة مانعة.
وبالجملة فإن قانون اختيار الأدوية فيه أن يختار كل ما يجفف بلا لذع إذا اشتدت الحرارة واستعملت شياف الشادنج اللين والشياف الكندري كان نافعاً جداً.
ومن الشيآفات النافعة شياف سفانيون وقويبس وإن كان سيلان فشياف مادرفوس وأما لروسرس وإن كان السيلان مع حدة فشياف ساير بابون وإن كان بلا حدة فالشياف الذي يقع فيه مر وناردين.
وإن كان في القروح وسخ نفي بشراب العسل أو بماء الحلبة مع شيء من هذه الشيآفات المذكورة أو بلعاب بزر الكتان أو بألبان النساء.
وإن كان تأكل شديد اضطربت إلى استعمال طرحاطيقون وإذا تنقّت القرحة فاقبل على المجففات بلا لذع مثل شياف الكندر ومثل الكندر نفسه والنشاستج والاسفيداج والرصاص المحرق المغسول والشياف الأبيض وشياف الآبار خاصة وكذلك رماد الصدف المغسول ببياض البيض أو رماد الصدف الكبير المغسول بمثله شاذنج.
وهنا صفة شياف لونابيس وهو قوي.
نسخته: يؤخذ إقليمياً ستة عشر مثقالاً إسفيذاج مغسول أوقية نشا وأفيون وكثيراء من كل واحد مثقالان يدقّ ويلت بماء المطر يعجن ببياض البيض.
أخرى: باسمه وأقوى منه يؤخذ إقليمياً بحرق مغسول وإسفيذاج مغسول ثمانية ثمانية مر ستة كحل محرق مغسول واحد نشا ستة رصاص محرق مغسول طلق من كل واحد أربعة كثيراء ثمانية يسحق بالماء ويعجن ببياض البيض ويستعمل فإنه نافع جداً.

.فصل في خروق القرنية:

قد تكون عن قرحة نفذت وقد تكون عن سبب من خارج مثل ضربة أو صدمة خارقة وحينئذ تظهر العنبية.
فإن كان ما يظهر منها شيئاً يسيراً سقي النملي والمورشارج والذبابي وذلك بحسب العظم والصغر وإن كان أزيد من ذلك حتى تظهر حبة العنبية سمي العنبي وما هو أعظم سمّي النفاخي.
فإن خرجت العنبية جداً حتى حالت بين الجفنين والانطباق سمّي المسماري وإن ابيضت العنبية فلا برء له. واعلم أن القرنية إذا انخرقت طولاً لم ير بياض ولكن يرى صدع وكأن الناظر قد طال وقد يمكن أن يبين هذا بوجه أوضح فيقال أن الخرق قد يكون في جميع أجزاء القرنية وقشورها فيكون النتوء من جوهر العنبية وقد يكون في بعض أجزاء القرنية ويكون الناتئ منها نفسها ويكون عند تأكل بعض قشورها ويشبه النفّاخة.
ويفارق النفاخات والنفّاطات بأن النفاخات والنفاطات يكون منها في بياض العين حمرة معها ودمعة وضربان وتنكبس تحت الميل وليس كذلك هذا وإذا كان النتؤ من جهة القرنية أي من نفسها تكون صلبة جاسية ولا تنكبس تحت الميل.
وأما النتوء الذي يكون سببه انخراق القرنية في جميع قشورها وبروز العنبية كلها أو بعضها فأصنافه أربعة الصغير الذبابي والنملي وقد يشبه إذا صغر النفاخة والنفّاطة ويفارقها بأنها تكون على لون العنبية في السواد والزرقة والشهلة فإن فارق لونها لون الطبقة العنبية فهي نفّاخة وقد يحقق بالحدس في أمرها أن يرى مطيفاً في أصلها شيء أبيض كالطراز وإنما ذلك يكون حافة خرق القرنية وقد ابيضت عند اندمالها والثاني الذي ذكرناه وسميناه العنبي والثالث أكبر من ذلك ويمنع الانطباق ويقال له النفّاخي والمسماري والرابع كأنه من جنس النفاخي إلا أنه مزمن ملتحم بما خرج منه من القرنية بارز عنه ويقال له الفلكي وهو الشبيه بفلكة المغزل الملتحمة بالغزل.
المعالجات: ما دام في طريق التكوّن فعلاجه علاج القروح والبثور على ما قلناه من أنه يحتاج إلى تنقية البدن كيف كانت العلة استفراغاً بالفصد والإسهال وبعد الاستفراغ يستعمل الاستحمام بالماء العذب وخصوصاً إذا كان في المزاج حدة من غير أن يلبث في هواء الحمام إلا قليلاً ولا أيضاً أن يكثر غمس رأسه في ماء الإبزن حاراً كان أو بارداً ولا يستعمل الأدهان على الرأس فإن بعض ذلك يرسل المادة إلى العين بتحليل المادة الموجودة في الدماغ ويجذب ما ليس فيه إليه وبعضه بتكثيف مسام التحلل فإذا لم يجد تحللاً سالت إلى أطراف الدماغ.
ويجب أن تكون الأغذية جيدة الكيموس معتدلة باردة رطبة وسائر البدن كذلك وما دام بثراً أنضج وعولج علاج القروح فإذا تقرح استعمل عليه أولاً الأضمدة القابضة مع الجالبة مثل السفرجل والعدس مطبوخين بعسل ومثل مز الرمّان وعصارة ورق الزيتون ومحّ البيض والزعفران أو رمان مزّ مطبوخ مع يسير من الخل أو ماء الحصرم مهري ثم يتخذ ضمّاداً فإن وأما النملي فيعالج بالمائعات القابضة والتكميد بالخلّ والماء والخمر العفص أو بماء أغلي فيه ورد ويكحل بالشيآفات القابضة.
ومن النوافع فيه عصارة ورق الزيتون وعصارة عصا الراعي.
ومن الأدوية المفردة القابضة السنبل والورد والرصاص المحرق والقيموليا والطين المختوم والاسفيذاج ومن الأكحال عفص جزءين كحل عشرة أجزاء ومن الشيآفات شياف حنون وأغردينون وباروطيون وديالناس والشياف العربي.
ولما هو أقوى شياف بريطوسلس إذا قطر منه شياف عصب ونام مستلقياً.
نسخة شياف قوي لذلك: يؤخذ رماد المسك الذي يخلص فيه النحاس والزعفران والنشا والكثيراء يعجن ببياض بيض دجاج باض من يومه وربما جعل فيها الحجر اليماني.
شياف جيد: وهو شياف باردبيون ينفع من جميع أنواع البثر وصفته: يؤخذ كحل محرق مغسول أربعة مثاقيل إسفيذاج محرق مغسول ستة مثاقيل حُضَض هندي ستة عشر مثقالاً سنبل ثمانية مثاقيل جعدة مثقالين إقليميا محرق مغسول ثمانية مثاقيل أقاقيا أصفر عشرون مثقالاً جندبيدستر ستة مثاقيل صبر مثله صمغ عشرون مثقالاً يسحق بماء المطر وينشّف.
واعلم أن الواجب عليك إذا أخذت القرحة في النتوء أن يلزم للعين الرفادة والاستلقاء.
وأما المسماري فلا علاج له.
وقوم لأجل الحسن يقطعون النواتئ من المورشارحات.
والأصوب أن لا يقطع ولا يحرك، وربما انصبت المادة وانتقلت إلى العين الأخرى.

.فصل في البثور في العين:

ما كان على القرنيّة يكون إلى البياض وما كان على الملتحمة يكون إلى الحمرة.
علاجه: الفصد وتقطير الدم في العين على ما نذكر في باب الطَرفة وتضميد العين بصوفة مغموسة في بياض البيض مضروباً بالخمر ودهن الورد وتقطير لبن يقع فيه بزر المرو وشياف الآبار وشياف خنافيون.

.فصل في المدة تحت الصفاق:

هذه مدة تحتبس تحت القرنية إما في العمق وإما في القرب فيشبه موضع القرنية الظفرة وإذا تأكلت معه شظية سمي قلقطانا.
المعالجات: قال بولس: يعالج بمثل شراب العسل وعصارة الحلبة إذا أزمن وغلظ وشياف الكندر بالزعفران وبالآبار أو يفتح بإكليل الملك ولعاب بزر الكتان والفجل الرطب المطبوخ إن لم يمنع رمد وينقى بمثل شياف المرّ والشتاهترج. وإن لم يكن قرحة استعملت هذا الشياف.
ونسخته: يؤخذ قلقديس وزعفران من كل واحد أوقية مرّ درهم ونصف عسل رطل ويشيف حسبما تدري وأيضاً دواء المغناطيس المتخذ للظفرة وأيضاً دواء طين ساموس المذكور في باب النفّاخات.
أكثره يعرض في الصفاق القرني.
العلامات: وجع شديد وتمدد في عروق العين ونخس قوي يتأذى إلى الأصداع وخصوصاً كما يتحرّك صاحبه وحمرة في صفاقات العين وصداع وسقوط شهوة الطعام والتألّم بكل ما فيه حرارة وهو مما لا يطمع في برئه وإن طمع في تسكينه.
وليس يوجع السرطان في عضو من الأعضاء كإيجاعه إذا عرض في العين.
واستعمال الأدوية الحادة مما يؤذي صاحبه ويثير وجعاً لا يطاق.
المعالجات: إن لم يكن بدّ من علاجه فليكن الغرض تسكين الوجع وأن ينقّى البدن وناحية الرأس من الخلط العكر ويغتذي بالأغذية الجيدة الكيموس الحنطية التي لا تسخين فيها.
وشرب اللبن نافع منه ويجب أن يستعمل فيه بياض البيض مع إكليل الملك وشيء من زعفران والشياف الأبيض وكل شياف يتخذ مثل النشا والاسفيذاج والصمغ والأفيون وجميع اللواتي تقع فيها سائر المليّنات والمخدرات وشياف سمرديون وشياف مامون والقيروطي المتخذ من مح البيض ودهن الورد.